روضة الصائم

اســـــــتراحة: الحلال منفعة متبادلة

20 مايو 2019
20 مايو 2019

اختيارات: مــــــنار العــــــدوية -

كل منفعة بنيت على مضرة .. فهي حرام.

أما المنفعة المتبادلة فحلال ..

السرقة منفعة متوهمة للسارق، وقد بنيت على مضرة المسروق .. فهي حرام.

التاجر يأتي ببضاعته من مركز المدينة ..

ويبيعها بثمن أعلى من ثمن شرائها.

فالتاجر يربح .. وجار الحي وجد حاجته من البضائع بجانب بيته،

فجار الحي انتفع بالبضاعة .. والتاجر انتفع بالربح،

المنفعة المتبادلة هي محور الحلال ..

والمنفعة المبنية على المضرة هي محور الحرام ..

إن الذي يدفع ثمن بضاعته جيدة .. ثم يجدها مغشوشة .. يتضرر،

ومنفعة التاجر الغشاش هنا .. هي مصدر ذلك الضرر للمشتري .. لهذا فإن الغش حرام.

القريب

أتشعر بالوحشة؟. هل خذلك صديقك؟ هل تحس بأن بينك وبين أعز الناس حجابا مستورا فلم يعد يفهمك كما كان من ذي قبل؟ هل روحك تأن شوقا إلى حبيب تبث إليه لواعجها؟ ما رأيك أن تدع هذا الحبيب، وذلك الصديق، وتنصرف إلى الذي لا يجفو من أتاه متقربا؟

الله الذي هو أقرب إليك من حبل الوريد، والذي ستغدو حياتك أنسا وسعادة معه، له اسم عظيم، موغل في الجمال، مكلل بالبهاء، اسم (القريب) فلنتعرف على معاني هذا الاسم لنستشعر قربه منا، ولنتذوق طعم مناجاته في ليالي الوحشة.

يا الله

في الوقت الذي يريدك أن تتيقن أنه أقرب إليك من حبل الوريد، يسمع كلماتك ويرى أفعالك، ولا تخفى عليه منك خافية.

دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا بصحابته الكرام يدعون ربهم بأصوات جهيرة مرتفعة، فقال: «ارْبَعُوا عَلى أنفسِكم، فَإنَّكمْ لَا تدعُونَ أصَمّ ولا غَائِبَا، إنَّكُم تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا».

بمجرد أن ينتهي العبد من الدعاء إذ بالإجابة تلوح، لأنه قريب بدرجة لا يتصورها العقل!

تضيع دابة أحدهم فيمشي مبهوتا فيراه إبراهيم بن أدهم فيسأله فيقول: ضاعت دابتي، فيقف إبراهيم ويقول: يا لله لن أمشي خطوة حتى تعيد لهذا دابته، فإذا بها تظهر من منحنى الطريق.

هل الحياة حلوة؟

سؤال أجده صعبا بعض الشيء. لماذا؟ لأن الأمر نسبي، إذ تعتمد حلاوة هذه الحياة على الشخص نفسه وباعتبار حالات عديدة، منها حالته النفسية، ومنها حالته المادية، والاجتماعية والصحية، والمهنية، وغيرها من أحوال، فالحياة ليست بهذه السهولة التي يمكن أن يقال عنها حلوة أو غير حلوة.

بالمثل لو قلت لك: هل تشعر بالسعادة في عملك؟ ربما تقول نعم أو تقول لا .. الأمر يختلف باختلاف الظروف، وقلما تجد إنسانا يسير عكس الواقع، بمعنى أن تسأل أحدا السؤال نفسه فيقول لك: نعم أشعر بالسعادة فيما واقعه الوظيفي مؤلم ومظلم، هذا إما أن تصفه بالجنون أو عدم الواقعية.لكن ماذا تريد أن تصل إليه في نهاية الأمر؟

نحن الذين نتغير وليست حقائق الحياة، فالعمل هو العمل، هناك رئيس ومرؤوس، فلابد أن تجد ظالما ومظلوما، أو تجد الأمر بصور مختلفة فلا تتوقع يوما أن تكون في بيئة عمل ما على سبيل المثال لا الحصر، وتجد العدل سائدا يملأ الأجواء .. لا يمكن أن يحدث إلا إن كنت في جمهورية أفلاطون الفاضلة التي تمناها هذا الفيلسوف ولو لم يرها بل لن يراها أحد، ومتى فهمت هذه الحقيقة فإنك حينها تكون عرفت كيفية مواجهة الأمور في حياتك، وعرفت متى تسعد .. أو إذا حزنت فإنك ستعرف على الأقل مصدر الحزن وكيف يمكنك بالتالي التغلب عليه..

لهذا كله نقول إن الدنيا مجموعة حقائق، تكتشفها مع الزمن من خلال التجارب الذاتية، أو من الغير، فحاول ألا تحزن، فالحزن الحقيقي أو الفرح الحقيقي هناك في الحياة الآخرة وليست في الحياة العاجلة، الخيار لك في تقرير أي الحياتين ترغب .. مع دعواتنا بخاتمة طيبة لنا ولكم.